سارة
Administrator
يخضع الحجر الصحي المنزلي لمراحل تطورية، تبدأ من الذعر إلى عدم المقاومة. وتتطور لتكون مشاعر سلبية تقول إن الشخص لا يمكنه الذهاب ولا التمشي ولا الخروج في نزهة.
بل إن حركته مقصورة على التسوق لجلب الطعام وزيارة الطبيب وممارسة بعض المهن، لتنتهي بالتعود والقبول.
الحجز الصحي في زمن الكورونا
ينغلق العالم أكثر فأكثر مع إنضمام مدن وعواصم جديدة في كل القارات إلى الحجر الصحي المنزلي. إذ انضمت موسكو ولاغوس الاثنين 30
مارس/آذار الماضي إلى أكثر من ثلاثة مليارات نسمة في العالم يلازمون منازلهم، على أمل الحد من انتشار فيروس كورونا الجديد.
وأمر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين بالعزل التام، والذين لا يحترمون الإجراءات يواجهون عقوبة، تصل إلى سجن مدته خمس سنوات.
ويسمح لسكان موسكو -البالغ عددهم 12.5 مليون نسمة- بالخروج من منازلهم فقط للتوجه إلى العمل إذا كان ضرورياً، وللطوارئ الطبية،
وللمواد الغذائية، وللصيدلية. كما يمكنهم الخروج لرمي النفايات، أو نزهة الكلب في محيط مئة متر من مساكنهم.
أما في إيطاليا، فحذرت الحكومة المواطنين من أنه سيكون عليهم الإستعداد لفترة عزل تام "طويلة جدا" يتم رفعها تدريجياًلارغم تداعياتها الاقتصادية.
وقال مستشار الحكومة في مجال الصحة لوكا ريتشيلدي "نخوض معركة طويلة جدا؛ ننقذ حياة الناس عبر سلوكنا".
وفي مقال بصحيفة لوتان السويسرية، قالت كاتبته ماري بيير جينيكان إن الحجر الصحي في زمن فيروس كورونا (كوفيد-19) هو القاعدة الأساسية.
وعلى الناس الاستفادة منه بأقصى ما يمكن، وأوردت في هذا الصدد رأين لخبير اقتصادي وعالم نفسي.
وقالت الكاتبة إن المدون سينا فرزانة المدير التنفيذي لشركة بول باث. الذي خضع في فبراير/شباط الماضي لحجرين صحيين، أحدهما في شنغهاي
عند وصوله، والآخر في سان فرانسيسكو عند عودته. أوصى باتباع نموذج المراحل الخمس للحداد.
وهو يقترح "خمس مراحل للحجر"، ليطور فيها الشخص رؤية إيجابية إلى حد ما.
1- المرحلة الأولى
بالنسبة لسينا فرزانة تسمى هذه المرحلة ب "فترة البقاء". وهي مرحلة الصدمة، حيث يشعر الشخص في بداية الحجر الصحي المنزلي بالذعر، وينام
بشكل سيئ، وتحت الضغط، ويتابع الأخبار أولا بأول.
ويعتبر أن ذلك ليس جيدا، ومن الأفضل نسيان الأخبار قليلا، والتركيز على الوقت الثمين الذي يوفره هذا الحبس.
ويرى فرزانة أن مثل هذا الموقف يسمح للمحجور بدخول المرحلة الثانية.
2- المرحلة الثانية
مرحلة "الأمان"، حيث يبدأ الشخص بالتكيف و ترتيب أموره، ويشعر بأهمية الوقت الطويل. حيث يحتاج المراهق إلى التعود على الدراسة عن
طريق الفيديو. في حين يحاول الآباء العمل بفعالية نحو رعاية أطفالهم.
ومن الممكن ممارسة الرياضة في المنزل، كما أن هناك العشرات من المنشورات حول كيفية قضاء الوقت وإلهاء نفسك في المنزل.
يقول بيرون "إذا نظرت إلى الشبكات الاجتماعية، تجد أن المسألة التي تهم معظم الناس ليست العمل بقدر ما هو وقت الفراغ".
وفي هذه المرحلة الثانية ينصح فرزانه "بالخروج من مجموعات واتساب التي تثير القلق، وممارسة بعض الهوايات كالرسم، الطبخ، والنسيج.
3- المرحلة الثالثة
أما في المرحلة الثالثة المسماة بمرحلة "الإنتماء"، فتعود فيها الحياة إلى طبيعتها، ويصبح الشخص محترفاً ويوزع وقته بين العمل والعائلة.
وفي هذه المرحلة، ينصح فرزانة باستخدام جدول أعمال يفصل بوضوح بين الأنشطة العائلية والمهنية، وما يجب تجنبه من الفراغ الثقيل.
4- المرحلة الرابعة
يسميها فرزانة مرحلة "الأهمية"، ينبغي فيها التنبه للأفكار الجديدة التي ولدت خلال فترة الاضطراب. و من المتوقع أن يكون الشخص قد طور
أثناءها علاقات مختلفة مع عائلته وزملائه.
5- المرحلة الخامسة
ويختم المدون بمرحلة "التحديث الذاتي"، عندما تظهر للمحجور نهاية النفق. والنصيحة فيها بالنسبة له هي العودة إلى الحياة الطبيعية مع
إثرائها بالتغييرات التي تمت في زمن الحجر، ودعمها بسرعة التكيف التي أظهرها.
نصائح لمواجهة التوتر العصبي أثناء الحجر الصحي
وينصح بيرون مثل فرزانة، بالحد من الإستماع إلى الأخبار لتجنب القلق الناجم عن زيادة أو نقص المعلومات. كما يدعو المحجورين إلى القبول
بإحباطاتهم ومشاركتها بدل التمرد.
من جهتها، قالت الدكتورة إيريس هاوت إن أزمة تفشي وباء كورونا الحالية تلقي بظلالها على الصحة النفسية. حيث يؤثر سيل الأخبار المفزعة
عن الوفيات والضحايا حول العالم بالسلب على الحالة النفسية. ويؤدي إلى إعتلال المزاج، ويرفع خطر الإصابة بالاكتئاب.
وللحفاظ على الصحة النفسية في زمن الكورونا؛ تنصح إختصاصية الطب النفسي الألمانية بعدم متابعة الأخبار بصفة مستمرة. حيث يكفي
متابعتها مرة واحدة في اليوم للاطلاع على آخر المستجدات.
ورغم الحجر المنزلي فإنه يمكن البقاء على تواصل مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، كفيسبوك وواتساب وبرامج الدردشة
عبر الفيديو.
كما أن تناول الطعام بشكل جماعي مع الأسرة من شأنه تحسين الحالة النفسية والمزاجية. شأنه في ذلك شأن سماع الموسيقى الهادئة ومشاهدة
الأفلام المحببة.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن مواجهة التوتر النفسي والضغط العصبي بممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء -مثل اليوغا والتأمل- في المنزل.
و إذا لم تفلح هذه التدابير في تحسين الحالة النفسية والمزاجية، فينبغي حينئذ استشارة طبيب نفسي.
المصدر: الجزيرة نت
بل إن حركته مقصورة على التسوق لجلب الطعام وزيارة الطبيب وممارسة بعض المهن، لتنتهي بالتعود والقبول.
الحجز الصحي في زمن الكورونا
ينغلق العالم أكثر فأكثر مع إنضمام مدن وعواصم جديدة في كل القارات إلى الحجر الصحي المنزلي. إذ انضمت موسكو ولاغوس الاثنين 30
مارس/آذار الماضي إلى أكثر من ثلاثة مليارات نسمة في العالم يلازمون منازلهم، على أمل الحد من انتشار فيروس كورونا الجديد.
وأمر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين بالعزل التام، والذين لا يحترمون الإجراءات يواجهون عقوبة، تصل إلى سجن مدته خمس سنوات.
ويسمح لسكان موسكو -البالغ عددهم 12.5 مليون نسمة- بالخروج من منازلهم فقط للتوجه إلى العمل إذا كان ضرورياً، وللطوارئ الطبية،
وللمواد الغذائية، وللصيدلية. كما يمكنهم الخروج لرمي النفايات، أو نزهة الكلب في محيط مئة متر من مساكنهم.
أما في إيطاليا، فحذرت الحكومة المواطنين من أنه سيكون عليهم الإستعداد لفترة عزل تام "طويلة جدا" يتم رفعها تدريجياًلارغم تداعياتها الاقتصادية.
وقال مستشار الحكومة في مجال الصحة لوكا ريتشيلدي "نخوض معركة طويلة جدا؛ ننقذ حياة الناس عبر سلوكنا".
وفي مقال بصحيفة لوتان السويسرية، قالت كاتبته ماري بيير جينيكان إن الحجر الصحي في زمن فيروس كورونا (كوفيد-19) هو القاعدة الأساسية.
وعلى الناس الاستفادة منه بأقصى ما يمكن، وأوردت في هذا الصدد رأين لخبير اقتصادي وعالم نفسي.
وقالت الكاتبة إن المدون سينا فرزانة المدير التنفيذي لشركة بول باث. الذي خضع في فبراير/شباط الماضي لحجرين صحيين، أحدهما في شنغهاي
عند وصوله، والآخر في سان فرانسيسكو عند عودته. أوصى باتباع نموذج المراحل الخمس للحداد.
وهو يقترح "خمس مراحل للحجر"، ليطور فيها الشخص رؤية إيجابية إلى حد ما.
1- المرحلة الأولى
بالنسبة لسينا فرزانة تسمى هذه المرحلة ب "فترة البقاء". وهي مرحلة الصدمة، حيث يشعر الشخص في بداية الحجر الصحي المنزلي بالذعر، وينام
بشكل سيئ، وتحت الضغط، ويتابع الأخبار أولا بأول.
ويعتبر أن ذلك ليس جيدا، ومن الأفضل نسيان الأخبار قليلا، والتركيز على الوقت الثمين الذي يوفره هذا الحبس.
ويرى فرزانة أن مثل هذا الموقف يسمح للمحجور بدخول المرحلة الثانية.
2- المرحلة الثانية
مرحلة "الأمان"، حيث يبدأ الشخص بالتكيف و ترتيب أموره، ويشعر بأهمية الوقت الطويل. حيث يحتاج المراهق إلى التعود على الدراسة عن
طريق الفيديو. في حين يحاول الآباء العمل بفعالية نحو رعاية أطفالهم.
ومن الممكن ممارسة الرياضة في المنزل، كما أن هناك العشرات من المنشورات حول كيفية قضاء الوقت وإلهاء نفسك في المنزل.
يقول بيرون "إذا نظرت إلى الشبكات الاجتماعية، تجد أن المسألة التي تهم معظم الناس ليست العمل بقدر ما هو وقت الفراغ".
وفي هذه المرحلة الثانية ينصح فرزانه "بالخروج من مجموعات واتساب التي تثير القلق، وممارسة بعض الهوايات كالرسم، الطبخ، والنسيج.
3- المرحلة الثالثة
أما في المرحلة الثالثة المسماة بمرحلة "الإنتماء"، فتعود فيها الحياة إلى طبيعتها، ويصبح الشخص محترفاً ويوزع وقته بين العمل والعائلة.
وفي هذه المرحلة، ينصح فرزانة باستخدام جدول أعمال يفصل بوضوح بين الأنشطة العائلية والمهنية، وما يجب تجنبه من الفراغ الثقيل.
4- المرحلة الرابعة
يسميها فرزانة مرحلة "الأهمية"، ينبغي فيها التنبه للأفكار الجديدة التي ولدت خلال فترة الاضطراب. و من المتوقع أن يكون الشخص قد طور
أثناءها علاقات مختلفة مع عائلته وزملائه.
5- المرحلة الخامسة
ويختم المدون بمرحلة "التحديث الذاتي"، عندما تظهر للمحجور نهاية النفق. والنصيحة فيها بالنسبة له هي العودة إلى الحياة الطبيعية مع
إثرائها بالتغييرات التي تمت في زمن الحجر، ودعمها بسرعة التكيف التي أظهرها.
نصائح لمواجهة التوتر العصبي أثناء الحجر الصحي
وينصح بيرون مثل فرزانة، بالحد من الإستماع إلى الأخبار لتجنب القلق الناجم عن زيادة أو نقص المعلومات. كما يدعو المحجورين إلى القبول
بإحباطاتهم ومشاركتها بدل التمرد.
من جهتها، قالت الدكتورة إيريس هاوت إن أزمة تفشي وباء كورونا الحالية تلقي بظلالها على الصحة النفسية. حيث يؤثر سيل الأخبار المفزعة
عن الوفيات والضحايا حول العالم بالسلب على الحالة النفسية. ويؤدي إلى إعتلال المزاج، ويرفع خطر الإصابة بالاكتئاب.
وللحفاظ على الصحة النفسية في زمن الكورونا؛ تنصح إختصاصية الطب النفسي الألمانية بعدم متابعة الأخبار بصفة مستمرة. حيث يكفي
متابعتها مرة واحدة في اليوم للاطلاع على آخر المستجدات.
ورغم الحجر المنزلي فإنه يمكن البقاء على تواصل مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، كفيسبوك وواتساب وبرامج الدردشة
عبر الفيديو.
كما أن تناول الطعام بشكل جماعي مع الأسرة من شأنه تحسين الحالة النفسية والمزاجية. شأنه في ذلك شأن سماع الموسيقى الهادئة ومشاهدة
الأفلام المحببة.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن مواجهة التوتر النفسي والضغط العصبي بممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء -مثل اليوغا والتأمل- في المنزل.
و إذا لم تفلح هذه التدابير في تحسين الحالة النفسية والمزاجية، فينبغي حينئذ استشارة طبيب نفسي.
المصدر: الجزيرة نت
التعديل الأخير: